مع إنطلاق هذا العام قمنا بنشر مقالة تركز على أهم التوجهات التي نتوقع أن تشكل العالم الرقمي في 2018. وفي هذا الأسبوع نقوم بتسليط الضوء على جانب واحد من هذا العالم الرقمي وهو التجارة الإلكترونية.

في العام 2018، سوف تستمر التجارة الإلكترونية بدورها المهم في عالم الأعمال حيث تؤثر على كيفية تعامل الشركات الكبرى والصغرى مع زبائنها. وقد تبين من تقرير نشرته جارتنر في العام 2017 بأن الاستراتيجية الرقمية المتنوعة لكسب المزيد من الزبائن وبناء العلاقات معهم، بالإضافة إلى زيادة الأرباح وتقليل النفقات.

على الرغم من الأدلة الكبرى على أن المبادرات التجارية الرقمية تؤثر على التعاملات اليومية وتجربة الزبائن، فإن العديد من الشركات لا تزال خارج هذا النطاق الرقمي. تتردد الكثير من الشركات عندما يتعلق الأمر بالاستثمار بأحدث التقنيات وهي لا تعرف ما الاستثمارات التي عليها أن تخوض بها.

في هذا المقال نسلط الضوء على بعض هذه التحديات من خلال التركيز على ثلاثة تقنيات تجارة رقمية وكيف يمكن توظفيها لتحسين تجربة المستخدمين والزبائن.

تجارة المحادثة

تجارة المحادثة هي تقنية تطورت على مدى السنوات الأخيرة وهي تمثل تقاطعاً بين تطبيقات المحادثة، والتعرف الصوتي، للسوق. تقوم هذه التقنية بتوفير المستهلكين بنطاق من الخيارات للتواصل مع الشركات والحصول على الأجوبة. ومن خلال استخدام تطبيقات المحادثة أو الدردشة أو حتى التسجيل الصوتي فإن التقنية تمكن المستخدمين من القيام بالاستفسارات والحصول على النصائح والقيام بالطلبات.

إن السبب الرئيسي وراء أهمية تجارة المحادثة يقع في خانة التواصل مع المستهلك. وحتى تتمكن الشركات من التواصل مع المستهلكين يتوجب عليها أن تكون مكان المستهلك في نفس الوقت. توفر تجارة المحادثة للمستهلك إمكانية التواصل ضمن شروطه وبالتالي تعطي الإمكانية للشركات للتواصل في نفس الطريقة كذلك.

ومن المتوقع في خلال العام 2018 والسنوات القادمة بأن هذه المحادثات سوف تنتشر ويتوقع المستهلكون أن يتواصلوا مع شركات بهذه الطريقة. ولكن بالنسبة لليوم، فإنه من الضروري التعرف على أهمية تجارة المحادثة في بداياتها حيث تقوم شركات التقنية بتطوير هذه التقنية الحديثة إلى أقصى حد ولكنها حتى الآن ليست متكاملة. فهي تعمل الآن بشكل ممتاز فيما يتعلق بالعلاقات مع الزبائن وما يتعلق بتوجهاتهم الشرائية المفضلة ولكنها لا تزال محدودة في جانب شكاوي المستهلكين وهذا الأمر يفضل إبقاء جانب التعامل الإنساني فيه.

التجارة المبنية على اللوازم

شهدت الأعوام الخمسة الماضية تحولاً بطيئاً نحو التجارة المبنية على اللوازم حيث تحول من الهواتف الذكية إلى المنازل الذكية. واليوم أصبح من الاعتيادي تقريباً أن تكون المنازل مليئة بالحاجيات المبرمجة على القيام بخيارات الشراء بناء على قواعد بسيطة وهي توجهات المستخدم والسياق اللحظي لتوجهاته.

إحدى أبرز الأمثلة على هذه التقنية هو خدمة Amazon Dash Replenishment وهي تمكن الحاجيات من القيام بطلب الموارد بشكل تلقائي عندما تقترب هذه الموارد من الانتهاء. على سبيل المثال، فإن الغسالة التي تسجل عدد المرات التي تم تشغيلها بها تقوم بطلب المواد المنظفة قبل فترة بسيطة من انتهاء هذه الموارد. ومع التوقعات التي تشير إلى أن يوجد أكثر من 30 مليار جهاز يعمل بخاصية انترنت الأشياء بحلول العام 2020 و 75 مليار جهاز بحلول العام 2025، فإن التجارة المبنية على اللوازم سوف تتطور بشكل كبير في السنوات القادمة.

وتركز التجارة المبنية على اللوازم بشكل أساسي على تمكين المستهلكين من تجربة تجارة إلكترونية عن بعد، حيث تسمح لهم بأن يتخلصوا من ضرورة عمل إجراءات التسوق “المملة”. ومن المتوقع أن هذا الأمر سوف يكسب المزيد من الأرباح للشركات وخيارات تسوق أكثر اعتمادا من قبل المستهلكين.

برمجة واجهة التطبيقات في التجارة الرقمية

إن برمجة واجهة التطبيقات تمثل جانباً أساسياً من كيفية تواصل التطبيقات والأجهزة المختلفة. وكشأن التقنيتين التي ذكرناها أعلاه، فإن برمجة واجهة التطبيقات في التجارة الرقمية حظت بالمزيد من الاهتمام في السنوات الأخيرة الماضية.

لقد نمت التجارة اليوم بشكل كبير وأبعد من متاجر التجزئة التقليدية فحسب. وبسبب ذلك، فإن المستهلكين اليوم يسعون إلى التواصل مع الشركات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة التي يمكن ارتدائها والأجهزة المنزلية الذكية ومؤخراً سياراتهم ومراكبهم كذلك. ذلك أدى إلى توسع شبكة التواصل ويتوقع المتسوقون أن تكون عمليات شرائهم امتداداً لكل عمليات تسوقهم بدلاً من أن تكون منفصلة عنها.

ومن خلال برمجة واجهة تطبيقات فعالة فإن المستهلك يمكنه أن يقوم بشراء منتج على الانترنت، وأن يطلب مساعدة العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ثم تبديل المنتج مثلاً في المتجر، دون الحاجة إلى توفير أكثر من اسمه الشخصي. إن برمجة واجهة التطبيقات تتعلق في توفير التواصل مع العملاء في جميع الأوقات من خلال تحسين واجهة التواصل (عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الانترنت، التطبيق، ومتجر التجزئة) للقيام بالتفاعل مع الشركة بجميع الأشكال.